ألف باء الإسلام: صفحة البداية→ الأعلى

السيرة النبوية: *تهذيب سيرة ابن هشام

الحديث الشريف: *الألف المختارة من صحيح البخاري القرآن الكريم:  *المعجم الوجيز *التفسير الميسر

رسائل إحياء العقل المسلم

توعية

حملة اعرف دينك

تعليم

رسالة البعث رسالة الوعي رسالة العلم

رسالة الإيمان

للمبتدئين:  *ألف باء الإسلام  *تجويد القرآن *المصحف المعلم

*القرآن: من المتكلم؟ *فريضة على كل مسلم *غارة على عقل المسلم  *كيف نحيا مسلمين؟

للمثقفين: *علم نفسك الإسلام (عقيدة - أصول - عبادات - سلوك - معاملات سيرة)

القرآن معجزة الإسلام

هداية

للباحثين عن الحق

تعريف

البرهان في إعجاز القرآن: *الإعجاز البياني *السماء والأرض *علوم الحياة *متنوعات

برنامج هذا ديننا:

مختارات: *وجادلهم بالتي هي أحسن *القرآن والعلم الحديث *القرآن معجزة المعجزات

*الإسلام في سطور *لماذا نؤمن؟ *دعوة كل الأنبياء *كيف تدخل في الإسلام؟

كتاب الخُمس

باب فرض الخُمس

 422- عن عَلِيّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كَانَتْ لِي شَارِفٌ مِنْ نَصِيبِي مِنَ الْمَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَانِي شَارِفًا مِنَ الْخُمُسِ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِيَ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاعَدْتُ رَجُلا صَوَّاغًا مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ، أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِي فَنَأْتِيَ بِإِذْخِرٍ أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ الصَّوَّاغِينَ، وَأَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرْسِي، فَبَيْنَا أَنَا أَجْمَعُ لِشَارِفَيَّ مَتَاعًا مِنَ الأَقْتَابِ وَالْغَرَائِرِ وَالْحِبَالِ، وَشَارِفَايَ مُنَاخَانِ إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، رَجَعْتُ حِينَ جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ، فَإِذَا شَارِفَايَ قَدِ اجْتُبَّ أَسْنِمَتُهُمَا وَبُقِرَتْ خَوَاصِرُهُمَا، وَأُخِذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ حِينَ رَأَيْتُ ذَلِكَ الْمَنْظَرَ مِنْهُمَا، فَقُلْتُ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟! فَقَالُوا: فَعَلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهْوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي شَرْبٍ مِنَ الأَنْصَارِ. فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَعَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِيَ الَّذِي لَقِيتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَا لَكَ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهَ، مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ، عَدَا حَمْزَةُ عَلَى نَاقَتَيَّ، فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَهَا هُوَ ذَا فِي بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ. فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرِدَائِهِ، فَارْتَدَى، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى جَاءَ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ، فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنُوا لَهُمْ فَإِذَا هُمْ شَرْبٌ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَلُومُ حَمْزَةَ فِيمَا فَعَلَ، فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ ثَمِلَ مُحْمَرَّةً عَيْنَاهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى رُكْبَتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ، فَنَظَرَ إِلَى سُرَّتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ حَمْزَةُ: هَلْ أَنْتُمْ إِلاَّ عَبِيدٌ لأَبِي؟ فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَدْ ثَمِلَ، فَنَكَصَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَقِبَيْهِ الْقَهْقَرَى، وَخَرَجْنَا مَعَهُ.

 الشارف: المسنة من النوق. أبتني بها أي: أدخل بها. الصواغ: صائغ الذهب والفضة. قينقاع، بفتح القافين، وتثليث النون، وهم قبيلة من اليهود. الإذخر، بكسر الهمزة: حشيشة طيبة الرائحة يستوقد بها الحدادون والصاغة. والإذخار مما يحل قطعة من نبات الحرم. انظر فتح الباري 40:4-43. الأقتاب: جمع قتب، بالتحريك، وهو إكاف البعير (بَرذعته). والغرائر: جمع غرارة، وهي ما يوضع فيها شيء من التبن وغيره. اجتبت: قطعت، وفي رواية: "جبت". بقرت خواصرهما أي: شقت جنوبهما. الشربي، بالفتح: الجماعة يجتمعون على شرب الخمر. محمرة عيناه: من كثرة الشراب. صعده تصعيدا: أي: رفعه. أي: صعد حمزة النظر. قول حمزة: هل أنتم إلا عبيد أبي، قال ذلك مما لعبت برأسه الخمر. ثمل أي: أخذ منه الشراب والسكر. نكص: رجع. ونكص على عقبيه القهقري أي: مشي إلى خلف ووجهه لحمزة حذرا منه.

وفي هذا الحديث: أن الغانم قد يعطي من الغنيمة بوجهين من الخمس ومن الأربعة الأخماس. وفيه سنة الوليمة. وفيه جواز إناخة الناقة على باب غيره إذا لم يتضرر به. وفيه سنة الاستئذان. وفيه تحريم الخمر.

باب إذا بعث الإمام رسولا في حاجة أو أمره بالمقام هل يُسهم له

423- عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما – قَالَ: إِنَّمَا تَغَيَّبَ عُثْمَانُ عَنْ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ مَرِيضَةً. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ.

 تغيب عن بدر أي: عن حضوره عزوة بدر. كانت تحته: أي: كان زوجا لها. وبنت رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه هي رقية. السهم: النصيب من المغانم.

 باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه

424- عن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ - رضي الله عنه – قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرٌ حُلْوٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى. قَالَ حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا. فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَدْعُو حَكِيمًا لِيُعْطِيَهُ الْعَطَاءَ، فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، إِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ الَّذِي قَسَمَ اللَّهُ لَهُ مِنْ هَذَا الْفَيْءِ، فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ. فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تُوُفِيَ

 كان حكيم هذا من المؤلفة قلوبهم. خضر أي: أخضر، والأخضر مرغوب فيه من حيث النظر، كما أن الحلو مرغوب فيه من حيث المذاق. بسخاوة نفس أي: بغير حرص وطمع. الإشراف: الحرص. قال عروة بن أذينة:

لقد علمت وما الإشراف من خلقي أن الذي هو رزقي سوف يأتيني

اليد السفلى: الآخذة. لا أرزأ أحدا أي: لا أنقص من ماله بالأخذ منه. وقول حكيم هذا: مبالغة منه في الاحتراز؛ إذ مقتضى الطبيعة والعادة الإشراف والحرص، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه. الفيء: الغنيمة والخراج.

425- عن عَمْرُو بْنِ تَغْلِبَ - رضي الله عنه – قَالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَوْمًا وَمَنَعَ آخَرِينَ، فَكَأَنَّهُمْ عَتَبُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ إِنِّي أُعْطِي قَوْمًا أَخَافُ ظَلَعَهُمْ وَجَزَعَهُمْ، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْغِنَى، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُمْرَ النَّعَمِ.

 الظلع: الميل عن الحق. وأصل الظلع غمزة شبيه بالعرج. وفي رواية: "ضلعهم" بالضاد أي: مرض قلوبهم وضعف يقينهم. أكل: أي: أفوض. الغناء، بالفتح: الكفاية. وروى: "الغنى". النعم: الأنعام الراعية، وأكثر ما يقع على الأبل. وحمر النعم من خير الإبل، وهي أصبر الإبل على السير في الهواجر والسمائم. والعرب تقول: خير الإبل حمرها وصهبها.

426- عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ مَا أَفَاءَ، فَطَفِقَ يُعْطِي رِجَالا مِنْ قُرَيْشٍ الْمِائَةَ مِنَ الإِبِلِ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَدَعُنَا، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ؟! قَالَ أَنَسٌ: فَحُدِّثَ رَسُولُ اللَّهِ بِمَقَالَتِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى الأَنْصَارِ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، وَلَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ أَحَدًا غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا كَانَ حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟ قَالَ لَهُ فُقَهَاؤُهُمْ: أَمَّا ذَوُو آرَائِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، وَأَمَّا أُنَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي قُرَيْشًا، وَيَتْرُكُ الأَنْصَارَ، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي أُعْطِي رِجَالا حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ، وَتَرْجِعُونَ إِلَى رِحَالِكُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَوَاللَّهِ مَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ. قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ رَضِينَا. فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْحَوْضِ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَمْ نَصْبِرْ.

 أفاء عليه أموالهم: أغنمه إياها. طفق أي: أخذ. إنما كان يعطي رجال قريش: يتألفهم بذلك. فحدث رسول الله بمقالتهم: عند ابن اسحاق أن الذي أخبره بمقالتهم هو سعد بن عبادة. الأدم بالتحريك: الجلد الذي قد تم دباغه. فقهاؤهم أي: أصحاب الفقه والفهم منهم ذوو رأينا أي: الذين نستشيرهم ونرجع في أمورنا إليهم. رحالكم: جمع رحل، وهي مسكن الرجل وما يصحبه من الأثاث والمتاع. ما تنقلبون به أي: ما ترجعون به. الأثرة بالضم وبالتحريك، وهي الاستئثار أي: سترون بعدي استقلال الأمراء بالأموال وحرمانكم منها.

باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب

427- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ - رضي الله عنه – قَالَ: كُنَّا مُحَاصِرِينَ قَصْرَ خَيْبَرَ، فَرَمَى إِنْسَانٌ بِجِرَابٍ فِيهِ شَحْمٌ، فَنَزَوْتُ لآخُذَهُ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ.

 الجراب: وعاء من جلود. نزوت أي: وثبت مسرعا. استحييت منه: أي: من النبي صلى الله عليه وسلم أن أفعل ذلك.

وفيه إشارة إلى ما كانوا عليه من توقير النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الإعراض عن منافيات المروءة. وفيه جواز أكل الشحوم التي توجد عند اليهود، وكانت محرمة عليهم. وكرهها مالك، وعنه تحريمها، وكذا عن أحمد.

 428- عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما – قَالَ: كُنَّا نُصِيبُ فِي مَغَازِينَا الْعَسَلَ وَالْعِنَبَ، فَنَأْكُلُهُ، وَلاَ نَرْفَعُهُ.

 نصيبه: نأخذه ونتناوله. لا نرفعه أي: لا نرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو نحمله للادخار.

429- عن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفَى - رضي الله عنهما – قال: أَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ لَيَالِيَ خَيْبَرَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ وَقَعْنَا فِي الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ، فَانْتَحَرْنَاهَا فَلَمَّا غَلَتِ الْقُدُورُ، نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أكْفَئُوا الْقُدُورَ، فَلاَ تَطْعَمُوا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ شَيْئًا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَقُلْنَا: إِنَّمَا نَهي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَنَّهَا لَمْ تُخَمَّسْ. قَالَ الشيباني: وَقَالَ آخَرُونَ حَرَّمَهَا الْبَتَّةَ. وَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: حَرَّمَهَا الْبَتَّةَ. 

 مجاعة أي: جوع شديد. انتحرناها أي: ذبحناها. كان المنادي: أبا طلحة. أكفئوا القدور أي: أميلوها ليراق ما فيها. نهي النبي صلى الله عليه وسلم أي: وقع منه النهي عنها. خَمَسَ الغنيمة: أخذ منها الخمس. الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان الكوفي. البتة أي: قطعا، وألفها تقال بالوصل وبالقطع.

باب إذا وادع الإمام ملك القرية هل يكون ذلك لبقيتهم

430- عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَبُوكَ، وَأَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِي صلى الله عليه وسلم بَغْلَةً بَيْضَاءَ، وَكَسَاهُ بُرْدًا، وَكَتَبَ لَهُ بِبَحْرِهِمْ. 
أبو حميد الساعدي: اسمه عبد الرحمن، أو المنذر، من بني ساعدة. ملك أيلة: اسمه يوحنا بن روبة. وأيلة بالفتح: مدينة على ساحل البحر آخر الحجاز وأول الشام. البغلة: هي المسماة دلدل. كساه بردا أي: كساه رسول الله صلى الله عليه وسلم بردا. والبرد: ضرب من ثياب اليمن. ببحرهم أي: ببلدتهم وأرضهم، سميت بحرا لمجاورتها له. والريف يسمى بحرا، وبه فسر أبو علي قوله عزوجل: "ظهر الفساد في البر والبحر".

باب إثم من قتل معاهدًا بغير جُرم

431- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا.

 معاهدا: ضبطه العيني بفتح الهاء وكسرها. والمراد به الذمي من أهل العهد أي: الأمان. لم يرح: بفتح الياء والراء أي: لم يجد ريحها.

 باب إخراج اليهود من جزيرة العرب

432- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه – قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ. فَخَرَجْنَا حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ الْمِدْرَاسِ، فَقَالَ: أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ، فَمَنْ يَجِدْ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ، وَإِلاَّ فَاعْلَمُوا أَنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ.

بيت المدراس: بيت اليهود الذي يدرسون فيه كتابهم، أو بيت العالم الذي يدرس كتابهم. أسلموا تسلموا: الأولى من الإسلام، والثانية من السلامة. أجليكم: أي: أخرجكم. بماله أي: بدل ماله. الأرض لله ورسوله أي: تعلقت مشيئته بأن ورث أرضكم هذه للمسلمين، ففارقوها. وكان عليه الصلاة والسلام قد هم بإخراج يهود، لأنه كان يكره أن يكون بأرض العرب غير المسلمين، إلى أن حضرته الوفاة فأوصى بإجلائهم من جزيرة العرب، فأجلاهم عمر رضي الله عنه.