|
كتابْ المَرضى باب شدة المرض 730- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه – قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فِي مَرَضِهِ، وَهْوَ يُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، وَقُلْتُ: إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا. قُلْتُ: إِنَّ ذَاكَ بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: أَجَلْ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، إِلاَّ حَاتَّ اللَّهُ عَنْهُ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ. عبد الله: هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. الوعك: أذى الحمى ووجعها فى البدن. إن ذاك بأن لك أجرين أي: وقلت سائلا: هل يضاعف لك الأجر بذلك؟ حات: بوزن فاعل، أصله حاتت أي: نثر الله عنه خطاياه. يقال: تحات الشيء أي: تناثر. وتحات أي: تتحات، خففت بحذف إحدى التاءين. شبه سرعة محو السيئات والذنوب عن المريض بسرعة تناثر الورق عن الشجر، وتجرده عنه عند هبوب الريح، ولعل السر فى ذلك ما يكون عليه المريض من رجعة إلى الله، ولجوء إلى كرمه وفضله، واستشعار بالتوبه إليه. باب وجوب عيادة المريض 731- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ، وَفُكُّوا الْعَانِي". العيادة: من العود. عاد المريض: زاره وسأله عن حاله. وعودوا المريض: فى كل مرض، وفى كل زمن. واستثنى بعضهم عيادة الأرمد. وفى بعض الحديث ما ينص على عيادته بعد ثلاث ليال، وذلك حتى يستبين المرض ويشعر المريض بأنه فى حاجة إلى إسعاد الصحيح وعطفه. ومن آداب العيادة فى الإسلام ألا يطيل الجلوس عنده، فربما شق ذلك عليه أو على أهله. فكوا العاني: أي خلصوا الأسير بالفداء. والأمر فى هذه الثلاثة محمول على فرض الكفاية، لا فرض العين. باب فضل من ذَهَب بصرُه 732- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه – قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِى بِحَبِيبَتَيْهِ، فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ. يُرِيدُ عَيْنَيْهِ. حبيبتيه: بالتثنية أي: عينيه. إذ أن العينين أحب أعضاء الإنسان إليه، ولذلك كانتا موضعا للحلف والاستحلاف: يحلف المرء بعينه لعزتها، ويستحلف صاحبه بها، وذلك لما يحصل للمرء من الأسف على فوات رؤية ما يريد رؤيته من خير فيسر به، أو من شر فيتجنبه ويتوقاه. فصبر: المراد بصبره ألا يشتكي ولا يقلق ويظهر عدم الرضا به. عوضته منهما الجنة: وهو أعظم عوض لأنه متاع دائم، أما متاع الإبصار فى الدنيا فهو موقوت بالحياة الفانية الزائلة. يريد عينيه. التفسير لأنس بن مالك راوى الحديث. |