|
كتاب القدر 822- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ: إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطفة، ثُمَّ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعٍ: بِرِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَشَقِيٌ أَوْ سَعِيدٌ، فَوَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ - أَوِ الرَّجُلَ - يَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ بَاعٍ أَوْ ذِرَاعٍ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذِرَاعٍ أَوْ ذِرَاعَيْنِ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُهَا. عبد الله: عبد الله بن مسعود. الصادق: المخبر بالقول الحق. والمصدوق: الذي صدقه الله وعده. يجمع أي: يخزن. ويجوز أن يراد بالجمع مكث النطفة فى الرحم. ثم علقة مثل ذلك أي: أربعين يوما. والعلقة: الدم الغليظ الجماد، يتعلق بما مر به. المضغة: قطعة لحم قدر ما يمضغ. فيؤمر بأربعة: وفى رواية: "بأربع" بالتذكير. والمعدود إذا أُبهم جاز تذكير العدد وتأنيثه. برزقه أي: كل ما ساقه الله إليه من غذاء أو مال أو علم أو نحو ذلك، من حيث القلة والكثرة، والحل والحرمة. وأجله أي: طوله وقصره. عمل أهل النار: من المعاصي. حتى ما يكون: بالنصب على أن حتى غائية، وبالرفع على أنها ابتدائية. الباع: قدر مد اليدين وما بينهما من البدن. فيسبق عليه الكتاب: المكتوب والمقدر. الحديث دلالة على أن العبرة فى أعمال المرء بخواتمها. باب: وكانَ أَمْرُ الله قَدَرَا مَقْدُورا 823- عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ رَسُولُ إِحْدَى بَنَاتِهِ وَعِنْدَهُ سَعْدٌ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَمُعَاذٌ أَنَّ ابْنَهَا يَجُودُ بِنَفْسِهِ. فَبَعَثَ إِلَيْهَا لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلِلَّهِ مَا أَعْطَى، كُلٌّ بِأَجَلٍ، فَلْتَصْبِرْ، وَلْتَحْتَسِبْ. وكان أمر الله…: الآية 38 من سورة الأحزاب. أسامة: أسامة بن زيد بن حارثة. إحدى بناته: هي زينب، كما عند ابن أبى شيبة. أو هي رقية. سعد: سعد بن عبادة. معاذ: معاذ ابن جبل. أن ابنها يجود بنفسه: هو على بن أبى العاص، وأمه زينب؛ أو هو عبد الله بن عثمان بن عفان، وأمه رقية. يجود بنفسه أي: هو فى سياق الموت، وفى حال النزع. لله ما أخذ ولله ما أعطى أي: الذي أراد أن يأخذه هو الذي كان اعطاه. أو معناه: لله الأخذ والعطاء، فما فيه مصدرية. الاحتساب: أن يعتد مصيبته فى جملة بلايا الله التى يثاب على الصبر عليها. وهذا حجة على من زعم أن الاحتساب فقد الولد وهو كبير. 824- عَنْ عَلِي - رضي الله عنه – قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الأَرْضِ، وَقَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ قَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ أَوْ مِنَ الْجَنَّةِ. فَقَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَلاَ نَتَّكِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: لاَ اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، ثُمَّ قَرَأَ (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى) الآيَةَ. ينكت به: يضرب بطرفه ويؤثر. نكس: بتشديد الكاف وتخفيفها أي خفض رأسه، وطأطأ به إلى الأرض على هيئة المهموم المفكر. فقال رجل من القوم: هو سراقة بن مالك بن جعشم، أو أبو بكر، أو عمر، أو علي. نتكل أي: نتكل على ما كتب لنا. وفى رواية: "على كتابنا". لا، اعملوا فكل ميسر أي: لا تتركوا العمل، بل اعملوا امتثالا لأمر الله، فإن كل امريء ميسر ومهيأ لما قدر الله له. فأما من أعطى واتقى: الآية 5 من سورة الليل. |