|
وجادلهم
بالتي هي أحسن:
تقديم
الكتاب 7- دعوى الخطيئة الأولى والفداء عبد المسيح : أفهم من كلامك أن دعوى الفداء لم يبشر بها يسوع ? عبد الله : فعلا , فإن هذه الدعوى لم تصبح من أركان العقيدة المسيحية إلا بعد ثلاثة أو أربعة قرون من رحيل المسيح, وهي تتناقض مع ما جاء في الكتاب المقدس, كما في النصوص الآتية: (لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ عِوَضاً عَنِ الأَبْنَاءِ، وَلاَ يُقْتَلُ الأَبْنَاءُ بَدَلاً مِنَ الآبَاءِ، فَكُلُّ إِنْسَانٍ يَتَحَمَّلُ وِزْرَ نَفْسِهِ) [تثنية 24/ 16]. (بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِإِثْمِهِ، وَمَنْ يَأْكُلُ حِصْرِماً تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ) [إرمياء31/30]. (أَمَّا النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِيءُ فَهِيَ تَمُوتُ. لاَ يُعَاقَبُ الابْنُ بِإِثْمِ أَبِيهِ وَلاَ الأَبُ بِإِثْمِ ابْنِهِ. يُكَافَأُ الْبَارُّ بِبِرِّهِ وَيُجَازَى الشِّرِّيرُ بِشَرِّهِ) [حزقيال 18/ 20]. فها هو الكتاب المقدس يؤكد أن الخطيئة الأولى هي مسئولية آدم وحواء وحدهما, ولا تمتد لأبنائهما من بعد. عبد المسيح : ذلك ما يبدو من العهد القديم, فماذا عن العهد الجديد? عبد الله : اقرأ ما قرره إنجيل متى على لسان المسيح في (متى 7/ 1-2). عبد المسيح : (لاَ تَدِينُوا لِئَلاَّ تُدَانُوا. فَإِنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ؛ وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُ) [متى 7/ 1-2]. عبد الله : واقرأ أيضا ما جاء في رسالة كورنثوس الأولى (3/8). عبد المسيح : (فَالْغَارِسُ وَالسَّاقِي سَوَاءٌ. إِلاَّ أَنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا سَيَنَالُ أُجْرَتَهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى تَعَبِهِ) [كورنثوس الأولى 3/8]. عبد الله : إذا أردت مزيدا من الأدلة على أن كل مولود يولد بلا خطيئة فاقرأ (متى 19/ 14). عبد المسيح : (وَلَكِنَّ يَسُوعَ قَالَ: «دَعُوا الصِّغَارَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ») [متى 11/ 14]. عبد الله : إذن فكل إنسان يجيء إلى الدنيا بلا خطيئة, والكل ينتمي إلى ملكوت السماوات, هذا هو الحق الذي جاء به موسى وأكده المسيح من بعده, حتى جاء بولس ليبدل شريعة موسى, كما يتضح لك من قراءة أعمال الرسل (13/ 39). عبد المسيح : (وَأَنَّهُ بِهِ يَتَبَرَّرُ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ مَا عَجَزَتْ شَرِيعَةُ مُوسَى أَنْ تُبَرِّرَهُ مِنْهُ) [أعمال 13/ 39]. عبد الله : ودعني الآن أسألك: كيف تصدق دعوى الفداء; التي اعترف بولس بنفسه أنه هو صاحبها ومنشئها? عبد المسيح : أين قال ذلك? عبد الله : اقرأ (تيموثاوس الثانية 2/8). عبد المسيح : (اذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أُقِيمَ مِنَ الْمَوْتِ، وَهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ، كَمَا أُعْلِنُهُ فِي إِنْجِيلِي) [تيموثاوس الثانية 2/8] , ولكني أتساءل من أين إذن جاءت عقيدة الصلب والقيامة والفداء? عبد الله : من أين لي أن أعرف? لقد تعلمت من الإسلام أن لا أصدق شيئا لا يقبله العقل السليم, ولم يجئ على لسان أحد من أنبياء الله؛ فيما بلغنا منهم بالنقل الأمين دون تبديل ولا تحريف. عبد المسيح : أصارحك القول أن هذا هو عين ما أبحث عنه, وقد تيقنت الآن أن القراءة الواعية للكتاب المقدس قد هدتني في نهاية المطاف إلى الحقيقة الكبرى التي جاء بها كل الأنبياء: أن الله واحد; لم يلد ولم يولد, وأنه أرسل أنبياءه من البشر لهدايتنا بدءا من آدم إلى المسيح الذي هو بَشَرٌ وُلِدَ بقدرة الله بغير أب; كما خُلِقَ آدم من غير أب ولا أم, وأنه لم يقم من قبره لأنه لم يُصْلَبْ أصلا ; فقد نجاه الله من كيد اليهود وأيدي الرومان, وأن كل إنسان يولد بلا خطيئة حتى يرتكب الخطيئة إن غواه الشيطان. ولكن لدي سؤال أخير: كيف أهتدي من الكتاب المقدس أن النبيَّ محمداً رسولُ الإسلام آتٍ بعد المسيح لتختم به رسالات السماء?
عبد الله : لا شك أنك قد قرأت الكتاب المقدس مرارا, ولعلك تعاود البحث والتأمل, حتى
يكون ذلك محور لقائنا القادم بإذن الله. |