أولويات إصلاح العالم الإسلامي
إصلاح وإحياء
ثم توحيد العالم الإسلامي من جديد، بكل ما في
كلمات "إصلاح، وإحياء،
وتوحيد" من معان،
كان بلا ريب الهدف الأسمى المعلن أو غير المعلن لإطلاق معظم
دعوات وحركات الإصلاح الإسلامية.
واستقراء تاريخ هذه الأمة وما مرت به والتاريخ المعاصر والعالم حولنا في ضوء السنن القرآنية يبين لنا أن الإصلاح والتغيير ثم الوحدة واستمرارها لا يمكن أن يفرضه بمفرده لا زعامة قيادية أيا كان إخلاصها وكفاءتها، ولا جماعة أو حزب سياسي واسع الانتشار، ولا فصائل جهادية قوية الشكيمة؛ وإنما يتطلب التغيير الحقيقي ولا يتحقق إلا من خلال:
"جماهير مؤمنة واعية راغبة في التغيير
المنشود (تعليم
- توعية)،
متحررة من فتنة الفاقة وهموم العيش والحقد الطبقي (تكافل)،
متاح لها المشاركة الحرة المتساوية الكاملة في تقرير الشأن العام
(حرية
- شورى)
وفي فرض إرادتها لإعادة توحيد
الأمة التي اجتمع العالم على تمزيقها (وحدة)".
والمتأمل في نشأة نواة دولة الإسلام الأولى بالمدينة يجدها إنما تحققت بأمر الله مع توافر هذه العناصر.
وبالتالي فإن الطريق إلى الإحياء يتطلب تركيز العمل
والسعي والدعوة في المجالين الاجتماعي والسياسي
على ست محاور أو أهداف للعمل الإسلامي
وهي:
* اجتماعيا:
"تعليم" – "توعية" - "تكافل"
١- تعليم الجماهير أساسيات الإسلام كرسالة شاملة (عقيدة –عبادة – سلوك – شريعة)
٢- توعية المسلم بمسئوليته تجاه مجتمعه وتجاه أمته ووحدتها، وتاريخ الأمة وما آلت إليه في عالمنا الحاضر
٣- إحياء التطبيق الكامل الفعال لمنظومة الزكاة على كل المستويات المحلية والقطرية ثم الدولية
* سياسيا:
"حرية" - "شورى" - "وحدة"
١- السعي لاستعادة وصيانة الحريات والحقوق الإنسانية لكل مواطن في ديار الإسلام
٢- السعي لتفعيل الشورى أو الديموقراطية لكل جوانب الشأن العام من القاعدة للقمة في كل البلاد
٣- التدرج نحو وحدة الأمة بالقوالب المناسبة الممكنة
A